نشر موقع مؤسسة كارينجي حوارًا بين آرون ديفيد ميلر، الجنرال ديفيد بترايوس، وخارم سجادبور حول تعقيدات "المثلث المتفجر" بين إيران، إسرائيل، والولايات المتحدة. وهذا أبرز ما جاء في الحوار.

سأل ميلر الجنرال بترايوس عن قلقه من التسييس المحتمل للاستخبارات، خصوصًا بعدما رفض الرئيس تقييم مدير الاستخبارات الوطني المتعلق بأضرار العملية العسكرية الأخيرة، واعتمد على تقييم إسرائيلي بدلاً منه. أجاب بترايوس أن هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث سبق وحدث شيء مشابه قبل غزو العراق عام 2003، حين وُجدت ميول مسبقة لوجود أسلحة دمار شامل في العراق، وكانت هناك محاولات للبحث عن معلومات تؤيد تلك الفرضية.

وأضاف أن أجهزة الاستخبارات تسعى لتقديم تقارير دقيقة، لكنها ليست معصومة من الخطأ، كما حدث في 11 سبتمبر 2001. لكن كيفية تعامل الرؤساء والقادة مع هذه المعلومات تقع عليهم.

سأل ميلر عن الأفكار الكبرى التي تحكم إيران اليوم، خصوصًا في ردها على إسرائيل والولايات المتحدة. رد سجادبور مستعرضًا أن المبادئ الأساسية للثورة الإيرانية لم تتغير: العداء لأمريكا وإسرائيل، واستبدال إسرائيل بفلسطين، والحفاظ على الدولة الإسلامية المحافظة داخليًا. ورغم تراجع القدرات الإيرانية نتيجة الحرب الأخيرة، لم يتغير العزم، وإن تغيّرت التكتيكات.

أوضح أن إيران أوقفت الحرب مؤقتًا لتقوية وضعها الداخلي، حيث تشن حملات داخلية ضد من تعتبرهم جواسيس، وتعتقل أو تهدد الكثيرين. في الملف النووي، لا تغلق أبواب الدبلوماسية، لكنها تقلص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشن ضغوطًا على المجتمع الدولي. كما توجد تقارير عن استهداف لإسرائيل في أوروبا بعمليات سرية.

حذر أيضًا من سعي إيران لإفشال محاولات سوريا ولبنان للانضمام لاتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، متوقعًا احتمالية اغتيالات لقادة في تلك الدول.

فيما يخص خيارات الولايات المتحدة، ذكر الجنرال بترايوس وجود ثلاثة مسارات: التفاوض (الفعلي أو شكلي)، استئناف العمليات العسكرية، أو حالة وسط بين الحرب والسلام. اعتبر التفاوض هو المسار الصحيح، مستعرضًا تفوق إسرائيل الجوي وقدرتها على ضرب أي هدف داخل إيران في أي وقت.

وصف إيران بأنها في أضعف حالاتها منذ نهاية حرب العراق وإيران، بعد تراجع قدراتها وتأثيرها الإقليمي. اعتبر الآن فرصة للتفاوض على تفكيك البرنامج النووي الإيراني، مع السماح ببرنامج مدني تحت رقابة دولية صارمة. أشار إلى ضرورة الاستفادة من القوة الحالية، وإمكانية استمرار الضربات الجوية الإسرائيلية إذا لم توافق إيران.

سأل ميلر عن إمكانية تفاوض مثمر إذا ظلّ موقف الإدارة الأمريكية هو رفض كامل لتخصيب اليورانيوم، فأجاب سجادبور أن الهدف من التفاوض يجب أن يكون واضحًا، وليس فقط ملف النووي، بل أيضًا الصراعات الإقليمية وملف الأسلحة. وأشار إلى أن إيران لن تستسلم بشكل كامل بسهولة، وأن التشديد الاقتصادي سيلعب دورًا في الضغط عليها.

ناقش الحوار موقف واشنطن من تغيير النظام في إيران، حيث أشار الجنرال بترايوس إلى عدم وجود معارضة منظمة قوية قادرة على الإطاحة بالنظام. ورغم كراهية 80% من السكان للنظام، فإن القوات المسلحة التابعة له لا تزال قوية، وتستطيع قمع أي انتفاضة. كما أن الجماعات العرقية والطائفية قد تطالب بالحكم الذاتي، لكن ليس بإسقاط النظام.

قال سجادبور، إن واشنطن افتقرت إلى استراتيجية شاملة كما كانت في الحرب الباردة، مثل دعم الحريات والديمقراطية ومكافحة النفوذ الإيراني عبر الوسائل الناعمة. وأشار إلى تراجع مؤسسات إعلامية مثل "صوت أمريكا" والتي كانت تشكل تهديدًا للنظام الإيراني.

وصف إيران بأنها مجتمع ناضج سياسيًا ومستعد للحكم التمثيلي، مع وجود طلب داخلي على التغيير، لكنه يفتقر إلى قيادة ملهمة ومنظمة تقود التحول.

أكد أن مراقبة القيادة الحالية مهمة جدًا، خاصة مع تقدم المرشد الأعلى خامنئي في العمر. توقع أن إيران تواجه مفترق طرق مشابه لما حدث للاتحاد السوفييتي والصين في السبعينات: إما التمسك بالإيديولوجية الثورية أو وضع المصالح الوطنية والاقتصادية في المقدمة.

اختتم الحوار بالإشارة إلى أن هناك أملًا بأن يتبنى القائد المقبل توجهًا أكثر عملية لإنقاذ النظام وتحسين وضع البلاد.
 

https://carnegieendowment.org/emissary/2025/07/iran-us-nuclear-weapons-airstrikes-next-steps?lang=en